غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوۡجٞ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ فَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞۚ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَّا كُلُّ خَتَّارٖ كَفُورٖ} (32)

20

ثم ذكر أن بعض الناس لا يخلص لله إلا عند الشدائد ، وإنما وحد الموج وجمع الظلل وهي كل ما أظلك من جبل أو سحاب ، لأن الموج الواحد يرى له صعود ونزول كالجبال المتلاصقة . وإنما قال ههنا .

{ فمنهم مقتصد } وقد قال فيما قبل { إذا هم يشركون } [ العنكبوت : 65 ] لأنه ذكر ههنا الموج وعظمته ولا محالة يبقى لمثله أثر في الخيال فيخفض شيئاً من غلو الكفر والظلم وينزجر بعض الانزجار ، ويلزمه أن يكون متوسطاً في الإخلاص أيضاً لا غالياً فيه ، وقل مؤمن قد ثبت على ما عاهد عليه الله في البحر . والختر أشد الغدر ومنه قولهم " لا تمد لنا شبراً من غدر إلا مددنا لك باعاً من ختر " . والختار في مقابلة الصبار لأن الختر لا يصدر إلا من عدم الصبر وقلة الاعتماد على الله في دفع المكروه . والكفور طباق الشكور .

/خ34