غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ عَٰلِمَ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ أَنتَ تَحۡكُمُ بَيۡنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (46)

32

{ اللهم فاطر السماوات والأرض } وهو وصفه بالقدرة التامة { عالم الغيب والشهادة } وهو نعته بالعلم الكامل . وإنما قدم وصفه بالقدرة على وصفه بالعلم لأن العلم بكونه قادراً متقدم على العلم بكونه عالماً كما بين في أصول الدين وقد أشرنا إلى ذلك فيما سلف { أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون } يعني أن نفرتهم عن التوحيد وفرحهم بالشرك أمر معلوم الفساد ببديهة العقل فلا حيلة في إزالته إلا باستعانة القدير العليم . عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفتتح صلاته بالليل فيقول : اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما أختلف فيه من الحق بإذنك إنك لتهدي إلى صراط مستقيم . وعن الربيع بين خثيم . وكان قليل الكلام أنه أخبر بقتل الحسين عليه السلام وقالوا : الآن يتكلم ، فما زاد على أن قال آه أوقد فعلوا وقرأه هذه الآية . وروي أنه قال على أثره : قتل من كان النبي صلى الله عليه وسلم . يجلسه في حجره ويضع فاه في فيه .

/خ75