قوله { وكذلك أوحينا } قال ابن بحر : هو الكلام الأول أعيد لما اعترض بين الكلامين ما اعترض . وقال جار الله : الكاف مفعول به لأوحينا ، { وذلك } إشارة إلى المذكور قبله من أن الله هو عليهم الرقيب وما أنت عليهم برقيب . وقد كرر الله هذا المعنى في كتابه في مواضع . { وقرآناً عربياً } حال . والمعنى مثل ذلك المذكور أوحينا إليك وهو قرآن عربي بين لا لبس فيه ليفهم معناه ولا يتجاوز حد الإنذار . ويجوز أن يكون { ذلك } إشارة إلى الإيحاء أي كما أوحينا إلى الرسل قبلك وأوحينا إليك ، فيجوز أن تكون المماثلة بالحروف المفردة وأن تكون بأصول الدين كما مر . قال أهل اللغة : يقال أنذرته كذا وبكذا . فمن الاستعمال الثاني قوله { لتنذر أم القرى } أي أهل مكة على حذف المضاف ، والمفعول الثاني وهو القرآن محذوف . ومن الاستعمال الأول قوله { وتنذر يوم الجمع } والمفعول الأول محذوف وتنذر الناس يوماً تجمع فيه الخلائق أو يجمع فيه بين الأرواح والأجساد أو بين كل عامل وعمله . قلت : ومن الجائز أن يكون الكل من الاستعمال الأول ولا حذف إلا أن قوله { وتنذر } يكون مكرراً للمبالغة والتقدير الأصلي : لتنذر أم القرى يوم الجمع . وقد مر في القصص في قوله { حتى يبعث في أمها } [ الآية : 59 ] أن مكة لم سميت أم القرى . وقوله { ومن حولها } يحتمل عموم أطراف الأرض لأن مكة في وسطها ، ويحتمل أن يكون المراد به سائر جزيرة العرب ويدخل باقي الأمم بالتبعية أو بنص آخر كقوله { وما أرسلناك إلا كافة للناس } [ سبأ : 28 ] وقوله { لا ريب فيه } اعتراض لا محل له أو صفة للجمع بناء على أن التعريف الجنسي قريب من النكرة . وقوله { فريق } مبتدأ محذوف الخبر أي منهم فريق كذا ومنهم فريق كذا ، أي هذا مآل حالهم بعد الحشر والاجتماع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.