غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ قُرۡءَانًا عَرَبِيّٗا لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَتُنذِرَ يَوۡمَ ٱلۡجَمۡعِ لَا رَيۡبَ فِيهِۚ فَرِيقٞ فِي ٱلۡجَنَّةِ وَفَرِيقٞ فِي ٱلسَّعِيرِ} (7)

1

قوله { وكذلك أوحينا } قال ابن بحر : هو الكلام الأول أعيد لما اعترض بين الكلامين ما اعترض . وقال جار الله : الكاف مفعول به لأوحينا ، { وذلك } إشارة إلى المذكور قبله من أن الله هو عليهم الرقيب وما أنت عليهم برقيب . وقد كرر الله هذا المعنى في كتابه في مواضع . { وقرآناً عربياً } حال . والمعنى مثل ذلك المذكور أوحينا إليك وهو قرآن عربي بين لا لبس فيه ليفهم معناه ولا يتجاوز حد الإنذار . ويجوز أن يكون { ذلك } إشارة إلى الإيحاء أي كما أوحينا إلى الرسل قبلك وأوحينا إليك ، فيجوز أن تكون المماثلة بالحروف المفردة وأن تكون بأصول الدين كما مر . قال أهل اللغة : يقال أنذرته كذا وبكذا . فمن الاستعمال الثاني قوله { لتنذر أم القرى } أي أهل مكة على حذف المضاف ، والمفعول الثاني وهو القرآن محذوف . ومن الاستعمال الأول قوله { وتنذر يوم الجمع } والمفعول الأول محذوف وتنذر الناس يوماً تجمع فيه الخلائق أو يجمع فيه بين الأرواح والأجساد أو بين كل عامل وعمله . قلت : ومن الجائز أن يكون الكل من الاستعمال الأول ولا حذف إلا أن قوله { وتنذر } يكون مكرراً للمبالغة والتقدير الأصلي : لتنذر أم القرى يوم الجمع . وقد مر في القصص في قوله { حتى يبعث في أمها } [ الآية : 59 ] أن مكة لم سميت أم القرى . وقوله { ومن حولها } يحتمل عموم أطراف الأرض لأن مكة في وسطها ، ويحتمل أن يكون المراد به سائر جزيرة العرب ويدخل باقي الأمم بالتبعية أو بنص آخر كقوله { وما أرسلناك إلا كافة للناس } [ سبأ : 28 ] وقوله { لا ريب فيه } اعتراض لا محل له أو صفة للجمع بناء على أن التعريف الجنسي قريب من النكرة . وقوله { فريق } مبتدأ محذوف الخبر أي منهم فريق كذا ومنهم فريق كذا ، أي هذا مآل حالهم بعد الحشر والاجتماع .

/خ1