غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَجَعَلُواْ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَكَفُورٞ مُّبِينٌ} (15)

1

جعلوا له من عباده جزءاً أي أثبتوا له ولداً ، وذلك أن ولد الرجل جزء منه . قال صلى الله عليه وسلم : " فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها " وفي قوله { من عباده } إشارة إلى أن ما عداه ممكن الوجود فإن الولد متأخر في الوجود عن الأب والمتأخر عن الواجب ممكن ، والممكن مفتقر إلى الواجب في الوجود والبقاء والذات والصفات . وقيل : هو إنكار على مثبتي الشركاء لأنهم جعلوا بعض العبادة لغير الله ، وفيه نوع تكلف . والكفور البليغ الكفران لأنه يجحد ربه وخالقه ولا يجتهد في تنزيهه وتقديسه . وحين وبخهم على إثبات الولد زاد في توبيخهم وتجهيلهم والتعجيب من حالهم حيث جعلوا ذلك الولد بنتاً مع أنها مكروهة عندهم فقال : أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين } .

/خ30