غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَمُنُّونَ عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (17)

1

قوله { يمنون عليك } نزلت في المذكورين وفي أمثالهم . يقال : منّ عليه صنعه إذا اعتدّه عليه منة وإنعاماً . قال أهل العربية : اشتقاق المنة من المن الذي هو القطع لأنه إنما يسدي النعمة إليه ليقطع بها حاجته لا غير من غير أن يعمل لطلب مثوبة وعوض . ثم قال { بل الله يمن عليكم } حيث هداكم للإيمان الذي ادّعيتموه . وفي إضافة الإسلام إليهم ازدراء بإسلامهم ، وفي إيراد الإيمان مطلقاً غير مضاف إشارة إلى الإيمان المعهود الذي يجب أن يكون المكلف عليه . وجواب الشرط محذوف أي { إن كنتم صادقين } في ادعاء الإيمان الحقيقي فلله المنة عليكم .

/خ18