وحين حث عموم الناس على تقواه وبخ من في إيمانه ضعف . قال ابن عباس : إن نفراً من بني أسد قدموا المدينة في سنة جدبة وأظهروا الشهادتين ولم يكونوا مؤمنين في السر ، وأفسدوا طريق المدينة بالقذاة ، وأغلوا أسعارها وكانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أتيناك بالأثقال والعيال ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان فأعطنا من الصدقة ، وجعلوا يمنون عليه فأنزل الله هذه الآيات . أي قالوا آمنا بشرائطه فأطلع الله نبيه على مكنون ضمائرهم وقال : لن تؤمنوا إيماناً حقيقياً وهو الذي وافق القلب فيه اللسان . { ولكن قولوا أسلمنا } يعني إسلاماً لغوياً وهو الخضوع والانقياد خوفاً من القتل ودخولاً في زمرة أهل الإيمان والسلم . ثم أكد النفي المذكور بقوله { ولما يدخل الإيمان في قلوبكم } وفيه فائدة زائدة هي أن يعلم أن الإيمان متوقع منهم لأن " لما " حرف فيه توقع وانتظار . ثم حثهم على الطاعة بقوله { وإن تطيعوا الله ورسوله لايلتكم } أي لا ينقصكم { من } ثواب { أعمالكم شيئاً } يعني الثواب المضاعف الموعود في نحو قوله { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } [ الأنعام : 160 ] ألت يألت بالهمز إذا نقص وهي لغة غطفان . يقال ألته السلطان حقه أشدّ الألت . ولغة أسد وأهل الحجاز لأته ليتاً . وقال قطرب : ولته يلته بمعنى صرفه عن وجهه . فيكون { يلتكم } على وزن " يعدكم " ، وعلى الوجه المتقدم على وزن " يبعكم " . { إن الله غفور رحيم } لمن تاب وأخلص نيته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.