غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{كَانُواْ لَا يَتَنَاهَوۡنَ عَن مُّنكَرٖ فَعَلُوهُۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ} (79)

70

ثم فسّر المعصية والاعتداء بقوله { كانوا لا يتناهون } وللتناهي معنيان : أحدهما وعليه الجمهور أنه تفاعل من النهي أي كانوا لا ينهى بعضهم بعضاً . عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من رضى عمل قوم فهو منهم ومن كثر سواد قوم فهو منهم " وذلك أن في التناهي المأمور به حسماً للفساد فكان الإخلال به معصية وظلماً . والثاني أنه بمعنى الانتهاء أي لا يمتنعون ولا ينتهون . والمراد لا يتناهون عن معاودة منكر فعلوه لأن النهي بعد الفعل لا يفيد ، أو المراد لا يتناهون عن منكر أرادوا فعله وأحضروا آلاته ، أو لا ينتهون أو لا ينهون عن الإصرار على منكر فعلوه . ثم عجب من سوء فعلهم مؤكداً بالقسم المقدر فقال { لبئس ما كانوا يفعلون }