غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (22)

1

{ ما أصاب من مصيبة } أي لا يوجد مصيبة { في الأرض } من القحط والوباء والبلاء { ولا في أنفسكم } من المرض والفتن { إلا في كتاب } أي هو مكتوب عند الله في اللوح المحفوظ وإنما قيد المصائب بكونها في الأرض والأنفس لأن الحوادث المطلقة كلها ليست مكتوبة في اللوح لأن حركات أهل الجنة والنار غير متناهية فإثباتها في الكتاب محال ولهذا قال " جف القلم بما هو كائن إلى يوم الدين " ولم يقل إلى الأبد .

وفي الآية تخصيص آخر وهو أنه لم يذكر أحوال أهل السماوات وفيه سر قال أهل البرهان : فصل في هذه السورة وأجمل في " التغابن " فقال { ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله } [ الحديد :22 ] والتفصيل بهذه السورة أليق لأنه فصل أحوال الدنيا والآخرة بقوله { اعلموا إنما الحياة الدنيا } إلى آخره قوله { من قبل أن نبرأها } من قبل أن نخلق المصائب والأنفس أو الأرض أو المخلوقات { إن ذلك } الإثبات أو الحفظ { على الله يسير } وإن كان عسيراً على غيره .

/خ29