السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (22)

{ ما أصاب من مصيبة في الأرض } أي : من قحط المطر وقلة النبات ونقص الثمرات وغلاء الأسعار وتتابع الحوائج وغير ذلك { ولا في أنفسكم } أي : من الأمراض والفقر وذهاب الأولاد وضيق العيش وغير ذلك { إلا في كتاب } أي : مكتوبة في اللوح مثبتة في علم الله تعالى : { من قبل أن نبرأها } أي : نخلق ونوجد ونقدر المصيبة في الأرض والأنفس ، وهذا دليل على أنّ اكتساب العباد بخلقه سبحانه وتعالى وتقديره { إن ذلك } أي : الأمر الجليل وهو علمه بالشيء وكتبه له على تفاصيله قبل أن يخلقه { على الله } أي : لما له من الإحاطة بصفات الكمال { يسير } لأن علمه محيط بكل شيء فقدرته شاملة لا يعجزه فيها شيء .