الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (22)

وقوله سبحانه : { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ في الأرض } الآية : قال ابن زيد وغيره : المعنى : ما حدث من حادث ، خيرٍ وشَرٍّ ، فهذا على معنى لفظ أصاب ، لا على عُرْفِ المصيبة ؛ فإنَّ عُرْفَهَا في الشر ، وقال ابن عباس ما معناه : أَنَّه أراد عرف المصيبة ، فقوله : { في الأرض } يعني : بالقحوط ، والزلازل ، وغير ذلك و{ في أَنفُسِكُمْ } : بالموت ، والأمراض ، وغير ذلك .

وقوله : { إِلاَّ في كتاب } معناه : إلاَّ والمصيبة في كتاب و{ نَّبْرَأَهَا } معناه : نخلقها ؛ يقال : برأ اللَّهُ الخلق ، أي : خلقهم ، والضميرُ عائد على ( المصيبة ) وقيل : على ( الأرض ) وقيل : على ( الأنفس ) قاله ابن عباس وجماعة ، وذكر المهدويُّ جوازَ عود الضمير على جميع ما ذُكِر ، وهي كُلُّها معانٍ صِحَاحٌ .

{ إِنَّ ذلك عَلَى الله يَسِيرٌ } : يريد تحصيلَ الأشياءِ كلها في كتاب ، وقال الثعلبي : وقيل المعنى : إنَّ خَلْقَ ذلك وحِفْظَ جميعه ، على اللَّه يسير ، انتهى .