فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (22)

ثم بين سبحانه أن ما يصاب به العباد من المصائب قد سبق بذلك قضاؤه وقدره ، وثبت في أم الكتاب ، فقال :

{ ما أصاب من مصيبة في الأرض } من زلزلة ، وقحط مطر وجدب ، وضعف نبات وقلته .

ونقص ثمار وعاهة زرع ، والمصيبة غلبت في الشر وقيل : المراد بها جميع الحوادث من خير وشر ، وعلى الأول إنما خصت بالذكر دون الخير ، لأنها أهم على البشر { ولا في أنفسكم } قال قتادة : بالأوصاب والأسقام ، وقال مقاتل : إقامة الحدود ، وقال ابن جريج : ضيق المعاش . وقيل : موت الأولاد ، واللفظ أوسع من ذلك { إلا في كتاب } أي إلا حال كونها مكتوبة في كتاب ، وهو اللوح المحفوظ .

{ من قبل أن نبرأها } أي نخلقها ، والضمير عائد إلى المصيبة أو إلى الأنفس أو إلى الأرض أو إلى جميع ذلك ، قاله المهدوي : وهو حسن ، قال ابن عباس في الآية : هو شيء قد فرغ منه قبل أن تبرأ الأنفس { إن ذلك } أي إن إثباتها في الكتاب على كثرتها { على الله يسير } غير عسير .