فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (22)

{ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ( 22 ) }

{ أصاب } وصل .

{ مصيبة } نائبة ، ونازلة .

{ نبرأها } نخلقها .

ما وصل إلى مخلوق من نائبة وبلية أو حادث في نفسه أو فيمن له أو فيما له إلا مكتوبة في لوح محفوظ من قبل أن نخلق تلك المصيبة أو من قبل أن نخلق الأرض والأنفس ، أو من قبل أن نخلق سائر المخلوقات ؛ إن إثبات ذلك وإمضاءه على الله – دون سواه- هين يسير ، فإنه سبحانه لا يحتاج إلى عدة ولا إلى مدة .

[ و{ أصاب } جار في الشر كما هنا ؛ وفي الخير كقوله تعالى : { ولئن أصابكم فضل من الله . . . }{[6341]} وذكر بعضهم أنه يستعمل في الخير اعتبارا بالصوب أي بالمطر ؛ وفي الشر اعتبارا بإصابة السهم . . . وأخرج الإمام أحمد والحاكم وصححه عن أبي حسان أن رجلين دخلا على عائشة رضي الله تعالى عنها فقالا : إن أبا هريرة يحدث أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار ؛ فقالت : والذي أنزل القرآن على أبي القاسم صلى الله تعالى عليه وسلم ، ما هكذا كان يقول ، ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كان أهل الجاهلية يقولون إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار ) ثم قرأت : { ما أصاب من مصيبة . . . }الآية ] {[6342]} .


[6341]:- سورة النساء. من الآية 73
[6342]:- أورد صاحب روح المعاني جـ 27 ص 187.