غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَۖ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمۡ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ وَنُورُهُمۡۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (19)

1

وقال { والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون } الكاملون في الصدق إذ لا قول أصدق من التوحيد والاعتراف بالرسالة ، أوهم الكثير والصدق من حيث إنهم ضموا صدقاً إلى صدق وهو الإيمان بالله والاعتراف بالرسالة ، أو هم الكثير والصدق من حيث إنهم ضموا صدقاً إلى صدق وهو الإيمان بالله ورسوله أو به وبرسوله رسوله . ثم حث على الجهاد بقوله { والشهداء } وهو مبتدأ حبره { عند ربهم } وفيه بيان أنهم من الله بمنزلة وسعة وقد بين ثوابهم الجسماني { لهم أجرهم ونورهم } ويجوز أن يكون قوله { عند ربهم } حالاً أو صفة للشهداء كقوله " مررت على اللئيم يسبني " وما بعده خبر . وقال الفراء والزجاج : هم الأنبياء لقوله { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد } [ النساء :41 ] ومن جعل { الشهداء } عطفاً على ما قبله قال : أراد أنهم عند الله بمنزلة الصديقين والشهداء وهم الذين سبقوا إلى التصديق واستشهدوا في سبيل الله . قال مجاهد : كل مؤمن فهو صديق وشهيد . وقال جار الله : المعنى أن الله يعطي المؤمنين أجرهم ويضاعفه لهم بفضله حتى يساوي أجرهم مع أضعافه أجر أولئك . وقيل : أريد أنهم شهداء عند ربهم على أعمال عباده . وعن الحسن : كل مؤمن فإنه يشهد كرامة ربه . وعن الأصم . إن المؤمن قائم لله تعالى بالشهادة فيما تعبدهم به من الإيمان والطاعة .

/خ29