غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ} (8)

2

قوله { للفقراء } بدل من قوله { ولذي القربى } إلى آخر الأصناف الأربعة . ولا يجوز أيضاً أن يكون ابتداء البدل من قوله { فلله } لأنه يخل بتعظيم الله على ظاهر اللفظ وإن كان المعنى للرسول صلى الله عليه وسلم . ولا يجوز أيضا أن يكون الابتداء من قولهم { وللرسول } لأنه تعالى أخرجه عن الفقراء بقوله { وينصرون الله ورسوله } ولترفع منصبه عن التسمية بالفقير . ولئن صح أنه صلى الله عليه وسلم قال " الفقر فخري " فذاك معنى آخر وهو غنى القلب وانقطاع التعلق عما سوى الله وجعل الهموم هماً واحداً وهو الافتقار بالكلية إلى الله . استدل بعض العلماء بقوله { أولئك هم الصادقون } على إمامة أبي بكر لأن هؤلاء المهاجرين كانوا يقولون له يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلو لم تكن خلافته حقه لزم كذبهم وهو خلاف الآية . وقال في الكشاف : أراد صدقهم في إيمانهم وجهادهم .

/خ24