فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ} (8)

{ للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون ( 8 ) } .

الذين قسم الله تعالى لهم من الغنائم وأعطاهم الرسول ما قسم لهم كانوا على حال لا يليق لها إلا أن يمنحوا من فيض ربنا الكريم ، فقد ألجأتهم زعامات الشرك بمكة إلى ترك الديار والأموال ، والأهل والعيال ، والتجارة والأعمال ؛ وخرجوا متوكلين على ربهم يرجون رزقه ورضوانه ، وينصرون دينه ونبيه ، وبهذا كمل إيمانهم ، وصدق يقينهم .

قال قتادة : هؤلاء المهاجرون الذين تركوا الديار والأموال والأهلين والأوطان حبا لله ولرسوله ، حتى إن الرجل منهم كان يعصب الحجر على بطنه ليقيم به صلبه من الجوع ، وكان الرجل يتخذ الحفيرة في الشتاء ما له دثار غيرها{[6479]} .


[6479]:- من أول: [قال قتادة] إلى [دثار غيرها] أورده القرطبي في تفسير الجزء الثامن عشر ص 19.