الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالُوٓاْ أَرۡجِهۡ وَأَخَاهُ وَأَرۡسِلۡ فِي ٱلۡمَدَآئِنِ حَٰشِرِينَ} (111)

109

فأشار عليه الملأ أن : { أرجه وأخاه } ، أي : أحسبه وأخاه{[24716]} . و " الإرجاء " : التأخير{[24717]} . { وأرسل في المدائن حاشرين{[24718]} }[ 111 ] .

أي : مدائن{[24719]} مصر ، من يجمع لك السحرة العلماء .


[24716]:وهو تفسير قتادة في جامع البيان 13/22، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1533، وتفسير الماوردي 2/245، وعزاه إلى الكلبي أيضا، وتفسير الرازي 7/207، وتفسير ابن كثير 2/236، والدر المنثور 3/512. وورد في تفسير هود بن محكم الهواري 2/4، بلا نسبة. وضعفه الخازن 2/117: "لأن الإرجاء في اللغة هو التأخير لا الحبس،...".
[24717]:تفسير المشكل من غريب القرآن 73، ومجاز القرآن 1/225، وغريب ابن قتيبة 170، وفيه: "ومنه سميت المرجئة"، وجامع البيان 13/20، ومعاني الزجاج 2/365، وغريب السجستاني 73، وإعراب القراءات السبع وعللها 1/197، وفيه: "ومنهم المرجئة؛ لأنهم ارجأوا العمل، فقالوا: الإيمان قول بلا عمل، وأخطأوا، لأن الله تعالى ذم قوما آمنوا بألسنتهم، ولم تؤمن قلوبهم، وهم المنافقون، فقال تعالى: {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم}، الفتح آية 11، فلا يصح الإيمان إلا بثلاثة أشياء: نطق باللسان، وعمل بالجوارح، وعقد بالقلب"، وغريب ابن الجوزي 1/185.
[24718]:في جامع البيان 13/23: "يقول: من يحشر السحرة فيجمعهم إليك"، وهم: الشُّرُط.وهو قول ابن عباس، ومجاهد والسدي. وقال الماوردي في تفسيره 2/245: "وهو قول الجماعة". و{حاشرين} نعت لمحذوف، أي: رجالا حاشرين، كما في حاشية الجمل على الجلالين 3/87.
[24719]:جمع مدينة، وفيها ثلاثة أقوال: أحدها، وهو الصحيح: أن وزنها "فعيلة"، مشتقة من: مَدَن يمدُن مدونا، أي: أقام. القول الثاني: أن وزنها "مفعلة" من: دانه يدينه، أي: ساسه يسوسه. الثالث: أن وزنها "مفعولة" من دانه يدينه، إذا ملكه وقهره. الدر المصون 3/319، باختصار شديد.