غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ} (1)

مقدمة السورة:

( سورة عبس مكية حروفها خمسمائة وثلاثة وثلاثون كلمها مائة وثلاث وثلاثون آياتها اثنتان وأربعون ) .

1

التفسير : أطبق المفسرون على أن الذي عبس هو الرسول صلى الله عليه وسلم والأعمى هو ابن أم مكتوم واسمه عبد الله بن شريخ بن مالك بن ربيعة الزهري .

وذلك أنه أتى رسول الله وعنده صناديد قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم . فقال : يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله ، وكرر ذلك وهو لا يعلم شغله بالقوم ، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه وعبس وأعرض عنه فنزلت ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه ويقول : إذا رآه : مرحباً بمن عاتبني فيه ربي ويقول له : هل لك من حاجة ؟ واستخلفه على المدينة مرتين . وقال أنس : رأيته يوم القادسية وعليه درع وله راية سوداء . والجار محذوف على القياس متعلق ب { عبس } أو ب { تولى } على اختلاف في باب تنازع الفعلين للكوفيين والبصريين والتقدير : عبس لأن جاءه الأعمى وأعرض لذلك . يروى أنه صلى الله عليه وسلم ما عبس بعدها في وجه فقير قط ولا تصدّى لغني . قال أهل المعاني : في الالتفات من الغيبة إلى الخطاب دلالة على مزيد الإنكار كمن يشكو جانياً بطريق الغيبة وهو حاضر ثم يقبل على الجاني مواجهاً بالتوبيخ .

/خ42