غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ذَٰلِكُمۡ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ} (14)

11

والكاف في { ذلك } للرسول أو لكل من له أهلية الخطاب ، في { ذلكم } للكفرة على طريقة الالتفات ومحله الرفع تقديره : ذلكم العذاب المعجل من القتل والأسر أو العذاب ذلكم ، أو النصب والتقدير : عليكم ذلكم أي الزموه فذوقوه أو هو كقولك زيداً فاضربه . قال في الكشاف : { وإن للكافرين } عطف على { ذلكم } في وجهيه أو نصب على أن الواو بمعنى «مع » والمعنى : ذوقوا هذا العذاب العاجل مع الآجل الذي لكم في الآخرة . فوضع الظاهر موضع ضمير الخطاب . قلت : ويجوز أن يكون مبتدأ محذوف الخبر أي وأن للكافرين عذاب النار حق أو بالعكس أي والحكم والشأن أن للكافرين . وفي ذكر الذوق إشارة إلى أن عذاب الدنيا شيء قليل بالنسبة إلى عذاب الآخرة .

/خ19