ومن جملة النعم قوله { إذ يوحي ربك } وهو بدل ثالث من { إذ يعدكم } ومنصوب ب { يثبت } أو بذكر أني معكم الخطاب للملائكة والمراد أني معينكم على التثبيت فثبتوهم . وقيل : الخطاب للمؤمنين لأن المقصود من هذا الكلام إزالة التخويف والملائكة ما كانوا يخافون الكفار . وقوله { فثبتوا الذين آمنوا } في هذا التثبيت وجوه : أحدها : أنه مفسر لقوله { سألقي } { فاضربوا } ولا معونة أعظم من إلقاء الرعب في قلوب الكفرة ، ولا تثبيت أبلغ من ضرب أعناقهم واجتماعهما غاية النصرة . وثانيها : أن يراد بالتثبيت أن يخطروا ببالهم ما تقوى به قلوبهم وتصح عزائمهم ونياتهم في القتال فالإلهام من الملائكة كالوسوسة من الشياطين . وثالثها : أن الملائكة كانوا يتشبهون بصور رجال من معارفهم وكانوا يعدونهم النصر والظفر . ومعنى { فوق الأعناق } أعالي الأعناق التي هي المذابح لأنها مفاصل ، فكان إيقاع الضرب فيها إزالة الرأس من الجسد . وقيل : أراد ضرب إلهام لأن الرؤوس فوق الأعناق . والبنان الأصابع سميت بذلك لأن بها صلاح أحوال الإنسان التي يريد أن يقيمها من أبن بالمكان أي أقام به ، والمراد نفي الأطراف من اليدين والرجلين . ثم اختلفوا فمنهم من قال : المراد أن يضربوهم كما شاؤوا لأن ما فوق العنق هو الرأس وهو أشرف الأعضاء والبنان عبارة عن أضعف الأعضاء فذكر الأشرف والأخس تنبيهاً على كل الأعضاء . بوجه آخر الضرب إما وقع على مقتل أو غير مقتل ، فأمرهم بأن يجمعوا عليهم النوعين معاً . ومنهم من قال : الأوّل إشارة إلى القتل ، وقطع البنان عبارة عن إفناء آلات المدافعة والمحاربة ليعجزوا عن القتال . وجوّز في الكشاف أن يكون قوله { سألقي } إلى قوله { كل بنان } تلقيناً للملائكة ما يثبتونهم به أي قولوا لهم قول سألقي ، أو يكون وارداً على الاستئناف كأنهم قالوا : كيف نثبتهم ؟ فقيل : قولوا لهم قول سألقي . فالضاربون على هذا هم المؤمنون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.