فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ذَٰلِكُمۡ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ} (14)

قوله : { ذلكم فَذُوقُوهُ وَأَنَّ للكافرين عَذَابَ النار } الإشارة إلى ما تقدّم من العقاب ، أو الخطاب هنا للكافرين ، كما أن الخطاب في قوله : { ذلكم } للنبي صلى الله عليه وسلم ، أو لكل من يصلح للخطاب . قال الزجاج : ذلكم رفع بإضمار الأمر أو القصة ، أي الأمر أو القصة ذلكم فذوقوه . قال : ويجوز أن يضمر واعلموا . قال في الكشاف : ويجوز أن يكون نصباً على عليكم ذلكم فذوقوه ، كقولك زيداً فاضربه . قال أبو حيان : لا يجوز تقدير عليكم لأنه اسم فعل ، وأسماء الأفعال لا تضمر ، وتشبيهه بزيداً فاضربه غير صحيح ؛ لأنه لم يقدّر فيه عليك ، بل هو من باب الاشتغال . وجملة { وَأَنَّ للكافرين عَذَابَ النار } معطوفة على ما قبلها فتكون الإشارة على هذا إلى العقاب العاجل الذي أصيبوا به ، ويكون { وَأَنَّ للكافرين عَذَابَ النار } إشارة إلى العقاب الآجل .

/خ14