فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ذَٰلِكُمۡ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ} (14)

{ ذلكم } إشارة إلى ما تقدم من العقاب والعذاب بالقتل والأسر ، وفيه أوجه منها العقاب ذلكم أو الأمر ذلكم ( الثاني ) ذلكم العقاب { فذوقوه } الخطاب هنا للكافرين ، كما أن الخطاب في قوله ذلكم للنبي صلى الله عليه وسلم أو لكل من يصلح للخطاب ، وأشار بالذوق إلى أن عذاب الدنيا عاجل يسير بالإضافة إلى المؤجل .

{ وأن للكافرين عذاب النار } معطوفة على ما قبلها فتكون الإشارة على هذا إلى العقاب العاجل الذي أصيبوا به ، ويكون ذلك إشارة إلى العقاب الآجل الذي أعده الله لهم في الآخرة ، ووضع الظاهر فيه موضع المضمر للدلالة على أن الكفر سبب العذاب الآجل أو الجمع بينهما ، وفي ( أن ) وجوه خمسة ذكرها السمين .