( سورة الأعلى وهي مكية حروفها مائتان واحد وتسعون كلمها اثنتان وسبعون آياتها تسع عشرة ) .
التفسير : روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب هذه السورة . وأكثر السلف كانوا يواظبون على قراءتها في التهجد ويتعرفون بركتها . وعن عقبة بن عامر أنه قال : " لما نزل قوله { فسبح باسم ربك العظيم } [ الواقعة :74 ] قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجعلوها في ركوعكم . ولما نزل قوله { سبح اسم ربك الأعلى } قال : اجعلوها في سجودكم " ومن الناس من تمسك بالآية في أن الاسم نفس المسمى لأن التسبيح أي التنزيه إنما يكون للمسمى لا للاسم . وأجاب المحققون عنه بأن الاسم صلة كقوله : " ثم اسم السلام عليكما " . سلمنا أنه غير صلة ولكن تسبيح اسمه تنزيهه عما لا يليق معناه بذاته تعالى أو صفاته أو بأفعاله أو بأحكامه ، فإن العقائد الباطلة والمذاهب الفاسدة لم تنشأ إلا من هذه ، ومن جملة ذلك أن يصان اسمه عن الابتذال والذكر لا على وجه الخشوع والتعظيم ، وأن لا يسمى غيره بأسمائه الحسنى ، وأن لا يطلق عليه من الأسامي إلا ما ورد به الإذن الشرعي . قال بعض العلماء : لعل الذين نقل عنهم أن الاسم نفس المسمى أرادوا به أن الاسم الذي حدّوه بأنه ما دل على معنى في نفسه غير مقترن بزمان هو نفس مدلول هذا الحد . قال الفراء : لا فرق بين { سبح اسم ربك } وبين " سبح باسم ربك " . واعترض عليه بأن الفرق هو أن الأول معناه نزه الاسم من السوء ، والثاني معناه سبح الله أي نزهه بسبب ذكر أسمائه العظام ، أو متلبساً بذكره إلا أن تجعل الباء صلة في الثاني نحو { ولا تلقوا بأيديكم } [ البقرة :195 ] أو مضمرة في الأول مثل { واختار موسى قومه } [ الأعراف :155 ] أي من قومه . نعم لو زعم الفراء أن المعنيين متلازمان جاز . ومن الملاحدة من طعن في القرآن بأن يقتضي أن يكون للعالم ربان أحدهما عظيم وهو في قوله { فسبح باسم ربك العظيم } [ الواقعة :96 ] والآخر أعلى منه وهو { سبح اسم ربك الأعلى } والجواب أنه عظيم في نفسه وأعلى وأجل من جميع الممكنات ، والصفة كاشفة لا مميزة ونظيره وصفه بالكبير تارة وبالأكبر أخرى . والمراد بالعظم والعلو عظم الشرف وعلو القدر فلا استدلال فيه للمشبهة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.