مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{كَلَّاۚ سَيَكۡفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمۡ وَيَكُونُونَ عَلَيۡهِمۡ ضِدًّا} (82)

{ كَلاَّ } ردع لهم عما ظنوا { سَيَكْفُرُونَ بعبادتهم } الضمير للآلهة أي سيجحدون عبادتهم وينكرونها ويقولون والله ما عبدتمونا وأنتم كاذبون ، أو للمشركين أي ينكرون أن يكونوا قد عبدوها كقوله : { والله ربنا ما كنا مشركين } [ الأنعام : 23 ] { وَيَكُونُونَ } أي المعبودون { عَلَيْهِمْ } على المشركين { ضِدّاً } خصماً لأن الله تعالى ينطقهم فيقولون : يا رب عذب هؤلاء الذين عبدونا من دونك . والضد يقع على الواحد والجمع وهو في مقابلة { لهم عزاً } والمراد ضد العز وهو الذل والهوان أي يكونون عليهم ضداً لما قصدوه أي يكونون عليهم ذلاً لا لهم عزاً ، وإن رجع الضمير في { سيكفرون } { ويكونون } إلى المشركين فالمعنى ويكونون عليهم أي أعداءهم ضداً أي كفرة بهم بعد أن كانوا يعبدونها