فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَلَّاۚ سَيَكۡفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمۡ وَيَكُونُونَ عَلَيۡهِمۡ ضِدًّا} (82)

{ كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا } أي ليس الأمر كما ظنوا وتوهموا ؛ والضمير في الفعل إما للآلهة ، أي ستجحده هذه الأصنام عبادة الكفار لها يوم ينطقها الله سبحانه لأنها عند أن عبدوها جمادات لا تعقل ذلك ، وإما للمشركين ، أي سيجحد المشركون أنهم عبدوا الأصنام . ويدل على الوجه الأول قوله تعالى : { ما كانوا إيانا يعبدون } وقوله : { فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون } ويدل على الوجه الثاني قوله تعالى : { والله ربنا ما كنا مشركين } .

قرئ كلاّ بضم الكاف والتنوين ، وهي بمعنى جميعا ، وبالفتح مصدر أي كل هذا الرأي كلا والأصوب أنها حرف ردع وزجر والمعنى تكون هذه الآلهة التي ظنوها عزا لهم ضدا عليهم ، أي ضدا للعز ، وضد العز الذل ، هذا على الوجه الأول . وأما على الوجه الثاني فيكون المشركون للآلهة ضدا وأعداء يكفرون بها بعد أن كانوا يعبدونها ويحبونها ويؤمنون بها .

قال ابن عباس : عليهم ضدا أعوانا وحسرة ، وإنما وحد الضد وإن كان خبرا عن جمع لأحد وجهين إما لأنه مصدر في الأصل ، والمصادر موحدة مذكرة ، وإما لأنه مفرد في معنى الجمع .