{ كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بعبادتهم } أي ليس الأمر كما ظنوا وتوهموا ، والضمير في الفعل إما للآلهة أي ستجحد هذه الأصنام عبادة الكفار لها يوم ينطقها الله سبحانه ، لأنها عند أن عبدوها جمادات لا تعقل ذلك ، وإما للمشركين ، أي سيجحد المشركون أنهم عبدوا الأصنام ، ويدل على الوجه الأوّل قوله تعالى : { مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } [ القصص : 63 ] وقوله : { فَألْقَوْا [ إِلَيْهِمُ القول ] إِنَّكُمْ لكاذبون } [ النحل : 86 ] ويدلّ على الوجه الثاني قوله تعالى : { والله رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] وقرأ ابن أبي نهيك : «كلا » بالتنوين ، وروي عنه مع ذلك ضمّ الكاف وفتحها ، فعلى الضم هي بمعنى جميعاً ، وانتصابها بفعل مضمر ، كأنه قال : سيكفرون كلا سيكفرون بعبادهم ، وعلى الفتح يكون مصدراً لفعل محذوف تقديره : كل هذا الرأي كلا ، وقراءة الجمهور هي الصواب ، وهي حرف ردع وزجر { وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } أي تكون هذه الآلهة التي ظنوها عزّاً لهم ضدّاً عليهم ، أي ضدّاً للعزّ وضدّ العزّ : الذلّ ، هذا على الوجه الأوّل ، وأما على الوجه الثاني فيكون المشركون للآلهة ضدّاً وأعداء يكفرون بها بعد أن كانوا يحبونها ويؤمنون بها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.