مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِۖ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَلَا عُدۡوَٰنَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ} (193)

{ وقاتلوهم حتى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ } شرك و«كان » تامة و«حتى » بمعنى «كي » أو «إلى أن » { وَيَكُونَ الدين للَّهِ } خالصاً ليس للشيطان فيه نصيب أي لا يعبد دونه شيء .

{ فَإِنِ انتهوا فَلاَ عدوان إِلاَّ عَلَى الظالمين } فإن امتنعوا عن الكفر فلا تقاتلوهم فإنه لا عدوان إلا على الظالمين ولم يبقوا ظالمين ، أو فلا تظلموا إلا الظالمين غير المنتهين ، سمى جزاء الظالمين ظلماً للمشاكلة كقوله { فَمَنِ اعتدى عَلَيْكُمْ فاعتدوا عَلَيْهِ } . قاتلهم المشركون عام الحديبية في الشهر الحرام وهو ذو القعدة فقيل لهم عند خروجهم لعمرة القضاء وكراهتهم القتال وذلك في ذي القعدة