الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِۖ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَلَا عُدۡوَٰنَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ} (193)

قوله( {[6203]} ) : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ) [ 192 ] ، أي : شرك( {[6204]} ) . والدين العبادة والطاعة .

قوله : ( فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ) [ 192 ] أي : لا يُجازى إلا هم .

وسميت مجازاتهم عدواناً لأنها جزاء للاعتداء( {[6205]} ) ، وهو مذهب العرب . ومنه : ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ )( {[6206]} ) .

ومنه : ( اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ )( {[6207]} ) ، ومنه : ( وَجَزَاؤُا( {[6208]} ) سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا )( {[6209]} ) ، ومنه : ( سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ )( {[6210]} )( {[6211]} ) .

ومعنى( {[6212]} ) : ( فَلاَ عُدْوَانَ ) ، أي لا يُقاتَل إلا من قاتل .

قال الأخفش : " المعنى : فإن انتهى بعضهم فلا عدوان إلا على الذي( {[6213]} ) لم ينته ، وهو الظالم منهم " ( {[6214]} ) .


[6203]:- في ع3: وقوله.
[6204]:- في ق: تشركوا.
[6205]:- في ق: الاعتداء. وفي ع3: لاعتداء.
[6206]:- البقرة آية 193.
[6207]:- البقرة آية 14.
[6208]:- سقط حرف الواو من ق.
[6209]:- الشورى آية 37.
[6210]:- التوبة آية 80.
[6211]:- انظر: معاني الفراء 1/116-117، ومفردات الراغب 338، وتفسير القرطبي 2/354.
[6212]:- سقط لفظ "معنى" من ع3.
[6213]:- في ع2، ع3: الذين.
[6214]:- انظر: معانيه 1/161.