مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قَالَ يَبۡنَؤُمَّ لَا تَأۡخُذۡ بِلِحۡيَتِي وَلَا بِرَأۡسِيٓۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقۡتَ بَيۡنَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَلَمۡ تَرۡقُبۡ قَوۡلِي} (94)

ثم أخذ بشعر رأسه بيمينه ولحيته بشماله غضباً وإنكاراً عليه لأن الغيرة في الله ملكته{ قَالَ يَبْنَؤُمَّ } وبخفض الميم : شامي وكوفي غير حفص ، وكان لأبيه وأمه عند الجمهور ولكنه ذكر الأم استعطافاً وترفيقاً { لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلاَ بِرَأْسِى } ثم ذكر عذره فقال { إِنّى خَشِيتُ أَن تَقُولَ } إن قاتلت بعضهم ببعض { فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِى إِسْرءيلَ } أو خفت أن تقول إن فارقتهم واتبعتك ولحق بي فريق وتبع السامري فريق : { فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِى إِسْرءيلَ } { وَلَمْ تَرْقُبْ } ولم تحفظ { قَوْلِي } اخلفني في قومي وأصلح . وفيه دليل على جواز الاجتهاد .