الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالَ يَبۡنَؤُمَّ لَا تَأۡخُذۡ بِلِحۡيَتِي وَلَا بِرَأۡسِيٓۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقۡتَ بَيۡنَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَلَمۡ تَرۡقُبۡ قَوۡلِي} (94)

فقال هارون { يَبْنَؤُمَّ } قال الكلبي وغيره : كان أخاه لأبيه وأُمّه ولكنّه أراد بقوله : يا بن أُمّ أن يرقّقه ويستعطفه عليه فيتركه ، وقيل : كان أخاه لأُمّه دون أبيه ، وقيل : لأن كون الولد من الأُمّ على التحقيق والأب من جهة الحكم { لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي } يعني ذؤابتي وشعر رأسي إذ هما عضوان مصونان يقصدان بالإكرام والإعظام من بين سائر الأعضاء { إِنِّي خَشِيتُ } لو أنكرت عليهم لصاروا حزبين يقتل بعضهم بعضاً فتقول { فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ } وأوقعت الفرقة فيما بينهم { وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } ولم تحفظ وصيّتي حين قلت لك اخلفني في قومي وأصلح .

قال قتادة في هذه الآية : فذكر الصالحون الفرقة قبلكم ،