الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ يَبۡنَؤُمَّ لَا تَأۡخُذۡ بِلِحۡيَتِي وَلَا بِرَأۡسِيٓۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقۡتَ بَيۡنَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَلَمۡ تَرۡقُبۡ قَوۡلِي} (94)

ثم قال تعالى : { قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي }[ 92 ] .

في الكلام حذف ، والتقدير : فأخذ موسى بلحية هارون يجره إليه ، فقال هارون : { يا ابن أم{[45441]} لا تاخذ بلحيتي ولا برأسي } .

وقيل : المعنى : لا تفعل هذا ، فيتوهموا أنه منك استخفاف وعقوبة .

وقيل : إن موسى إنما فعل هذا على غير استخفاف ولا عقوبة ، كما يأخذ الإنسان بلحية نفسه .

وقوله : { إني خشيت أن تقول فرقت بين إسرائيل ولم ترقب قولي }[ 92 ] .

قال ابن زيد : خشي هارون أن يمضي في أثر موسى بمن بقي معه من المسلمين الذين لم يعبدوا العجل ، ويترك{[45442]} الذين قالوا : لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ، فيقول له موسى فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي . أي : جئت بطائفة وتركت طائفة . وهو قول ابن عباس{[45443]} .

وقال ابن جريج : معناه : خشيت أن نقتتل{[45444]} فيقتل بعضنا بعضا{[45445]} .

ومعنى : { ولم ترقب قولي } أي : {[45446]} ولم تحفظ قولي{[45447]} .


[45441]:يا بن أم سقطت من ز.
[45442]:ز: ترك.
[45443]:انظر : جامع البيان 16/204.
[45444]:ز: يقتتل. (تحريف).
[45445]:انظر: جامع البيان 16/204 وزاد المسير 5/317، وفي ز بعضهم بعضا.
[45446]:أي سقطت من ز.
[45447]:قولي سقطت من ز.