مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَلَا يَأۡتَلِ أُوْلُواْ ٱلۡفَضۡلِ مِنكُمۡ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤۡتُوٓاْ أُوْلِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَلۡيَعۡفُواْ وَلۡيَصۡفَحُوٓاْۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (22)

{ وَلاَ يَأْتَلِ } ولا يحلف من ائتلى إذا حلف افتعال من الألية أولا يقصر من الألو { أُوْلُواْ الفضل مِنكُمْ } في الدين { والسعة } في الدنيا { أَن يُؤْتُواْ } أي لا يؤتوا إن كان من الألية { أُوْلِى القربى والمساكين والمهاجرين فِى سَبِيلِ الله } أي لا يحلفوا على أن لا يحسنوا إلى المستحقين للإحسان ، أو لا يقصروا في أن يحسنوا إليهم وإن كانت بينهم وبينهم شحناء لجناية اقترفوها { وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ } العفو الستر والصفح الإعراض أي ليتجاوزوا عن الجفاء وليعرضوا عن العقوبة { أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ الله لَكُمْ } فليفعلوا بهم ما يرجون أن يفعل بهم ربهم مع كثرة خطاياهم { والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } فتأدبوا بأدب الله واغفروا وارحموا ، نزلت في شأن أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين حلف أن لا ينفق على مسطح ابن خالته لخوضه في عائشة رضي الله عنها وكان مسكيناً بدرياً مهاجراً ، ولما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر قال : بلى أحب أن يغفر الله لي ورد إلى مسطح نفقته .