مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمَۢا} (73)

واللام في { لّيُعَذّبَ الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات } للتعليل لأن التعذيب هنا نظير التأديب في قولك «ضربته للتأديب » فلا تقف على { جَهُولاً } { وَيَتُوبَ الله عَلَى المؤمنين والمؤمنات } وقرأ الأعمش { وَيَتُوبُ الله } بالرفع ليجعل العلة قاصرة على فعل الحامل ويبتديء { وَيَتُوبَ الله } ومعنى المشهورة ليعذب الله حامل الأمانة ويتوب على غيره ممن لم يحملها لأنه إذا تيب على الوافي كان نوعاً من عذاب الغادر ، أو للعاقبة أي حملها الإنسان فآل الآمر إلى تعذيب الأشقياء وقبول توبة السعداء { وَكَانَ الله غَفُوراً } للتائبين { رَّحِيماً } بعباده المؤمنين والله الموفق للصواب .