مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِن قَبۡلُۚ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا} (136)

{ يأَيُّهَا الذين ءَامَنُواْ } خطاب للمسلمين { ءَامَنُواْ } اثبتوا على الإيمان ودوموا عليه ، ولأهل الكتاب لأنهم آمنوا ببعض الكتب والرسل وكفروا ببعض ، أو للمنافقين أي يا أيها الذين آمنوا نفاقاً آمنوا إخلاصاً { بالله وَرَسُولِهِ } أي محمد صلى الله عليه وسلم { والكتاب الذي نَزَّلَ على رَسُولِهِ } أي الفرقان { والكتاب الذى أَنَزلَ مِن قَبْلُ } أي جنس ما أنزل على الأنبياء قبله من الكتب ويدل عليه قوله و «كتبه » . نزل وأنزل بالبناء للمفعول : مكي وشامي وأبو عمرو ، وعلى البناء للفاعل فيهما : غيرهم . وإنما قيل «نزل على رسوله » و «أنزل من قبل » لأن الفرقان نزل مفرقاً منجماً في عشرين سنة بخلاف الكتب قبله { وَمَن يَكْفُرْ بالله وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ واليوم الآخر } أي ومن يكفر بشيء من ذلك { فَقَدْ ضَلَّ ضلالا بَعِيداً } لأن الكفر ببعضه كفر بكله .