محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِن قَبۡلُۚ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا} (136)

( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا136 ) .

( يا أيها الذين آمنوا آمنوا ) أي : اثبتوا على ايمانكم ( بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله ) محمد صلى الله عليه وسلم . يعني القرآن ( والكتاب الذي أنزل من قبل ) على الرسل ، بمعنى الكتب ( ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا ) أي : خرج عن الهدى وبعد عن القصد كل البعد . أما الكفر بالله فظاهر . وأما بالملائكة فلأنهم المقربون إليه . وأما بالكتب فلأنها الهادية إليه . وأما بالرسل لأنهم الداعون إليه . وأما باليوم الآخر لأن فيه نفع اقامته وضرر تركه . فإذا أنكر لزم إنكار النفع الحقيقي والضرر الحقيقي . فهو الضلال البعيد . ثم الكفر بالملائكة كفر بمظاهر باطنه . وبالكتب كفر بمظاهر صفة كلامه . وبالرسل كفر بأتم مظاهره . وباليوم الآخر كفر بدوام ربوبيته وعدله . ثم الكفر بالملائكة يدعو إلى الإيمان بالشياطين . وبكتب الله إلى الإيمان بكتب الكفرة . وبالرسل إلى تقليد الآباء ، وباليوم الآخر إلى الاجتراء على القبائح . وكل ذلك ضلال بعيد . أفاده المهايمي .