السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِن قَبۡلُۚ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا} (136)

{ يا أيها الذين آمنوا آمنوا } أي : داوموا على الإيمان { بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله } محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن { والكتاب الذي أنزل من قبل } على الرسل بمعنى الكتب أي : آمنوا بجميع كتب الله المنزلة وقيل : إنّ الخطاب في ذلك لأهل الكتاب .

روي أنّ ابن سلام وأصحابه قالوا : يا رسول الله إنا نؤمن بك وبكتابك وبموسى والتوراة وعزير ، ونكفر بما سواه ، فقال لهم النبيّ صلى الله عليه وسلم : ( بل آمنوا بالله ورسوله محمد والقرآن وبكل كتاب كان قبله ) فأنزل الله تعالى هذه الآية .

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضم النون من ( نزل ) ، وضم الهمزة من ( أنزل ) وكسر الزاي فيهما ، والباقون بفتح النون والهمزة وفتح الزاي فيهما { ومن يكفر با وملائكته وكتبه } التي أنزل على أنبيائه { ورسله } أي : من الملائكة والبشر { واليوم الآخر } أي : الذي أخبرت به رسله وهو يوم القيامة أي : ومن يكفر بشيء من ذلك { فقد ضل ضلالاً بعيداً } عن الحق بحيث لا يكاد يعود إليه ، وقرأ قالون وابن كثير وعاصم بإظهار دال قد عند الضاد والباقون بالإدغام .