الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِن قَبۡلُۚ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا} (136)

قوله ( يَأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا ءَامِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ . . ) الآية [ 136 ] .

المعنى : يا أيها الذين آمنوا بمن( {[13822]} ) قبل محمد صلى الله عليه وسلم من الأنبياء ، والرسل وصدقوا آمنوا بمحمد وبالكتاب الذي أنزل من قبل وهو التوراة والإنجيل( {[13823]} ) .

( وَمَنْ يَّكْفُرْ بِاللَّهِ ) أو بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله وملائكته وكتبه ورسله ( فَقَدْ ضَّلَّ ) أي : ذهب عن الحق وجار جوراً بعيداً ، فهو خطاب لمن آمن بما قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم .

وقيل : هو خطاب للمؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم( {[13824]} ) .

والمعنى : يا أيها الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم آمنوا أي اثبتوا على الإيمان به ، وبما جاء من عند الله .

وقيل : هو خطاب للمنافقين( {[13825]} ) ، والمعنى يا أيها الذين آمنوا بأفواههم( {[13826]} ) ولم تؤمن قلوبهم آمنوا بالله ورسوله ، أي صدقوا به بقلوبكم إيماناً يقيناً يوافق فيه اللسان القلب .


[13822]:- (د): لمن.
[13823]:- انظر: جامع البيان 5/526.
[13824]:- انظر: معاني الزجاج 2/119.
[13825]:- انظر: معاني الزجاج 2/119.
[13826]:- (د): با وفاهكم.