فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِن قَبۡلُۚ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا} (136)

قوله : { يَا أَيُّهَا الذين ءامَنُوا ءامِنُوا بالله وَرَسُولِهِ } أي : اثبتوا على إيمانكم ، وداوموا عليه ، والخطاب هنا للمؤمنين جميعاً { والكتاب الذي نَزَّلَ على رَسُولِهِ } هو القرآن ، واللام للعهد { والكتاب الذى أَنَزلَ مِن قَبْلُ } هو كل كتاب ، واللام للجنس . وقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وابن عامر «نزل » ، و «أنزل » بالضم . وقرأ الباقون بالفتح فيهما . وقيل إن الآية نزلت في المنافقين . والمعنى : يا أيها الذين آمنوا في الظاهر أخلصوا لله . وقيل نزلت في المشركين ، والمعنى : يا أيها الذين آمنوا باللات والعزى آمنوا بالله ، وهما ضعيفان . قوله : { وَمَن يَكْفُرْ بالله وَمَلَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ واليوم الآخر } أي : بشيء من ذلك { فَقَدْ ضَلَّ } عن القصد { ضلالا بَعِيداً } وذكر الرسول فيما سبق لذكر الكتاب الذي أنزل عليه ، وذكر الرسل هنا لذكر الكتب جملة ، فناسبه ذكر الرسل جملة ، وتقديم الملائكة على الرسل ؛ لأنهم الوسائط بين الله وبين رسله .

/خ136