مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعۡ مِنۡهُمۡ ءَاثِمًا أَوۡ كَفُورٗا} (24)

{ فاصبر لِحُكْمِ رَبِّكَ } عليك بتبليغ الرسالة واحتمال الأذية وتأخير نصرتك على أعدائك من أهل مكة { وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ } من الكفرة للضجر من تأخير الظفر { ءَاثِماً } راكباً لما هوى إثم داعياً لك إليه { أَوْ كَفُوراً } فاعلاً لما هو كفر داعياً لك إليه ، لأنهم إما أن يدعوه إلى مساعدتهم على فعل ما هو إثم أو كفر أو غير إثم ولا كفر ، فنهى أن يساعدهم على الأولين دون الثالث .

وقيل : الآثم عتبة لأنه كان ركاباً للمآثم والفسوق . والكفور : الوليد لأنه كان غالياً في الكفر والجحود . والظاهر أن المراد كل آثم وكافر أي لا تطع أحدهما ، وإذا نهي عن طاعة أحدهما لا بعينه فقد نهى عن طاعتهما معاً ومتفرقاً . ولو كان بالواو لجاز أن يطيع أحدهما لأن الواو للجمع فيكون منهياً عن طاعتهما معاً لا عن طاعة أحدهما ، وإذا نهى عن طاعة أحدهما لا بعينه كان عن طاعتهما جميعاً أنهى . وقيل : «أو » بمعنى «ولا » أي ولا تطع آثماً ولا كفوراً