تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعۡ مِنۡهُمۡ ءَاثِمًا أَوۡ كَفُورٗا} (24)

{ فاصبر لحكم ربك } يعني حتى يحكم الله بينك وبين أهل مكة ، ولا تشتم إذا شتمت ، ولا تغتظ إذا ضربت { ولا تطع منهم أثما أو كفورا } آية وهو الوليد بن المغيرة بن هشام المخزومي ، قال : أو كفورا ، أو هاهنا صلة ، والكفور : هو عتبة بن ربيعة ، وذلك أنهم خلوا به في دار الندوة ، وفيهم عمرو بن عمير بن مسعود الثقفي ، فقالوا : يا محمد ، أخبرنا لم تركت دين آبائك وأجدادك ؟ فقال الوليد بن المغيرة : إن طلبت ما لا أعطيتك نصف مالي على أن تدع مقالتك هذه ، وقال أبو البحتري بن هشام : واللات والعزى إن ارتد عن دينه لأزوجنه ابنتي ، فإنها أحسن النساء ، وأجملهن جمالا ، وأفصحهن قولا ، وأبلغهن علما ، وقد علمت العزى بذلك ، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فلم يجبهم شيئا ، فقال ابن مسعود الثقفي : ما لك لا تجيبنا إن كنت تخاف عذاب ربك وذمه أجرتك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك ، وقبض ثوبه وقام عنهم ، وقال : أقوال وأضعف أعمال ، فأنزل الله عز وجل { إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا } فيها تقديم ، وتأخير { ولا تطع منهم أثما أو كفورا } يعني الوليد بن المغيرة ، وأبا البحتري بن هشام .

وقال في قول عمرو بن عمير بن مسعود الثقفي :{ قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا } [ الجن :22 ] ، يعني لا يؤمنني من عذابه أحد ، ولن أجد من دونه مهربا ، { إلا بلاغا من الله ورسولا له } [ الجن :23 ] .