{ فاصبر لِحُكْمِ رَبّكَ } الصادر عن الحكمة وتعليقه الأمور بالمصالح ، وتأخيره نصرتك على أعدائك من أهل مكة ؛ ولا تطع منهم أحداً قلة صبر منك على أذاهم وضجراً من تأخر الظفر ، وكانوا مع إفراطهم في العداوة والإيذاء له ولمن معه يدعونه إلى أن يرجع عن أمره ويبذلون له أموالهم وتزويج أكرم بناتهم إن أجابهم .
فإن قلت : كانوا كلهم كفرة ، فما معنى القسمة في قوله { ءَاثِماً أوكَفُوراً } ؟ قلت : معناه ولا تطع منهم راكباً لما هو إثم داعياً لك إليه أو فاعلاً لما هو كفر داعياً لك إليه ؛ لأنهم إما أن يدعوه إلى مساعدتهم على فعل هو إثم أو كفر ، أو غير إثم ولا كفر ، فنهى أن يساعدهم على الاثنين دون الثالث . وقيل : الآثم عتبة ؛ والكفور : الوليد ؛ لأنّ عتبة كان ركاباً للمآثم ، متعاطياً لأنواع الفسوق ؛ وكان الوليد غالباً في الكفر شديد الشكيمة في العتوّ .
فإن قلت : معنى أو : ولا تطع أحدهما ، فهلا جيء بالواو ليكون نهياً عن طاعتهما جميعاً ؟ قلت : لو قيل : ولا تطعهما ، جاز أن يطيع أحدهما ؛ وإذا قيل : لا تطع أحدهما ، علم أنَّ الناهي عن طاعة أحدهما : عن طاعتهما جميعاً أنهى . كما إذا نهى أن يقول لأبويه : أف ، علم أنه منهي عن ضربهما على طريق الأولى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.