محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ} (2)

وقوله تعالى : { ألم يجعل كيدهم في تضليل } بيان إجمالي لما فعل بهم ، أي لم يجعل كيدهم وسعيهم لتخريب الكعبة في تضييع وإبطال لما حاولوا ، وتدميرهم أشد تدمير .

قال الرازي : اعلم أن الكيد هو إرادة مضرة بالغير على الخفية . ( إن قيل ) : لم سماه كيدا ، وأمره كان ظاهرا ، فإنه كان يصرح أنه يهدم البيت ؟ ( قلنا ) : نعم ، لكن الذي كان في قلبه شر مما أظهر ؛ لأنه كان يضمر الحسد للعرب ، وكان يريد صرف الشرف الحاصل لهم بسبب الكعبة منهم ومن بلدهم إلى نفسه وإلى بلدته .