محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ} (3)

{ وأرسل عليهم طيرا أبابيل } أي طوائف متفرقة يتبع بعضها بعضا من أنواع شتى { وأبابيل } جمع لا واحد له على ما حكاه أبو عبيدة والفراء ، وزعم أبو جعفر الرؤاسي -وكان ثقة- أنه سمع واحدها إبالة -بكسر الهمزة وتشديد الموحدة- ، وهي حزمة الحطب استعير لجماعة الطير ، وحكى الكسائي عن بعض النحويين في مفردها ( أبول ) ، وعن آخرين ( أبيل ) سماعا كما أثره ابن جرير{[7543]} ، والتنكير في { طيرا } إما للتحقير ، فإنه مهما كان أحقر كان صنع الله أعجب وأكبر ، أو للتفخيم كأنه يقول : وأي طير ترمي بحجارة صغيرة فلا تخطئ المقتل ، أفاده الرازي .


[7543]:انظر الصفحة رقم 296 من الجزء الثلاثين (طبعة الحلبي الثانية).