محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

104- سورة الهمزة

مكية ، وآيها تسع .

{ ويل لكل همزة لمزة } أي لكل من يطعن في أعراض الناس ويغتابهم ، أصله من الهمز بمعنى الكسر ، ومن اللمز بمعنى الطعن الحقيقيين ، ثم استعيرا لذلك ، ثم صارا حقيقة عرفية فيه ، قال زياد الأعجم : {[1]}

تدلي بود إذا لاقيتني كذبا*** وإن أغيب فأنت الهامز اللمزة

وبناء ( فعلة ) يدل على أن ذلك عادة منه قد ضري بها ؛ لأنه من صيغ المبالغة ، والآية عني بها من كان مع المشركين بمكة همازا لمازا ، كما في قوله {[2]} { إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون . . . . } الآيات وقوله : {[3]} { هماز مشاء بنميم } الآيات ، فالسبب وإن يكن خاصا إلا أن الوعيد عام يتناول كل من باشر ذلك القبيح ، وسر وروده عاما ليكون جاريا مجرى التعريض بالوارد فيه ، فإن ذلك أزجر له ، وأنكى فيه .


[1]:(4 النساء 15 و 16).
[2]:(24 النور 2).
[3]:(2 البقرة 282).