محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالُواْ يَٰهُودُ مَا جِئۡتَنَا بِبَيِّنَةٖ وَمَا نَحۡنُ بِتَارِكِيٓ ءَالِهَتِنَا عَن قَوۡلِكَ وَمَا نَحۡنُ لَكَ بِمُؤۡمِنِينَ} (53)

[ 53 ] { قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين 53 } .

{ قالوا يا هود ما جئتنا ببينة } أي بحجة تدل على صحة دعواك ، وذلك لقصور فهمهم ، وعمى بصيرتهم عن إدراك البرهان ، لمكان الغشاوات الطبيعية ، وإذا لم يدركوه أنكروه بالضرورة { وما نحن بتاركي آلهتنا } أي عبادتها { عن قولك } حال من ضمير { تاركي } أي تركا صادرا عن قولك . أو ( عن ) للتعليل ، كهي في قوله{[4858]} : { إلا عن موعدة } أي لأجلها ، فتتعلق ( بتاركي ) . الأول أبلغ ، لدلالته على كونه علة فاعلية ، ولا يفيده ( الباء واللام ) . وهذا كقولهم في الأعراف{[4859]} : { أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا } .

{ وما نحن لك بمؤمنين } أي مصدقين . إقناط له من الإجابة .


[4858]:[9 / التوبة / 114].
[4859]:[7 / الأعراف / 70].