اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالُواْ يَٰهُودُ مَا جِئۡتَنَا بِبَيِّنَةٖ وَمَا نَحۡنُ بِتَارِكِيٓ ءَالِهَتِنَا عَن قَوۡلِكَ وَمَا نَحۡنُ لَكَ بِمُؤۡمِنِينَ} (53)

{ قَالُواْ ياهود مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ } ببرهانٍ وحُجَّةٍ واضحةٍ على ما تقول . والباء في " بيِّنَةٍ " يجوزُ أن تكون للتَّعدية ؛ فتتعلَّق بالفعل قبلها أي ما أظهرت لنا بينةٌ قط .

والثاني : أن تتعلَّق بمحذوفٍ على أنها حالٌ ؛ إذ التقديرُ : مُسْتقراً أو مُلتبساً ببيِّنةٍ .

قوله : { وَمَا نَحْنُ بتاركي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ } أي : وما نترك آلهتنا صادرين عن قولك ، فيكون " عَنْ قَوْلِكَ " حالٌ من الضمير في " تَارِكي " ويجُوزُ أن تكون " عَنْ " للتَّعْليل كهي في قوله تعالى : { إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ } [ التوبة : 114 ] ، أي : إلاَّ لأجل موعدةٍ . والمعنى هنا : بتاركي آلهتنا لقولك ، فيتعلَّق بنفس " تاركي " . وقد أشَارَ إلى التعليل ابنُ عطية ، ولكنَّ المختار الأول ، ولم يذكُر الزمخشريُّ غيره .

قوله : { وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } بمصدِّقين .