ولما محّض لهم النصح على غاية البيان ، ما كان جوابهم إلا أن { قالوا } أي عاد بعد أن أظهر{[39455]} لهم هود عليه السلام{[39456]} من المعجزات ما مثله آمن عليه البشر { يا هود } نادوه باسمه غلظة وجفاء { ما جئتنا ببينة } فأوضحوا لكل{[39457]} ذي لب أنهم مكابرون لقويم العقل وصريح النقل ، فهم{[39458]} مفترون كما{[39459]} كان العرب يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أتاهم من الآيات{[39460]} على يده ما يفوت الحصر { لولا أنزل عليه آية من ربه } { وما نحن } وأغرقوا في النفي فقالوا : { بتاركي آلهتنا } مجاوزين لها أو صادرين { عن قولك } وتركهم للعطف بالفاء - المؤذنة بأن الأول سبب للثاني أي الواو في قولهم : { وما نحن لك } أي خاصة ، وأغرقوا في النفي فقالوا : { بمؤمنين* } - دليل على أنهم تركوا إتباعه{[39461]} عناداً ، لا{[39462]} أنهم يعتقدون أنه لم يأت ببينة ؛ وإلى ذلك يرشد أيضاً تعبيرهم بالاسمية التي تدل على الثبات فإذا نفي لم ينتف الأصل{[39463]} ؛ والبينة : الحجة الواضحة في الفصل بين الحق والباطل ، والبيان : فصل المعنى من غيره حتى يظهر{[39464]} للنفس محرراً مما سواه ، والحامل على ترك البينة بعد ظهورها صد{[39465]} الشبهة عنها أو تقليد الرؤساء في دفعها واتهام موردها أو{[39466]} اعتقاد أصول فاسدة تدعو إلى جحدها أو العناد للحسد ونحوه ، والجامع له كله وجود الشبهة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.