محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةٗ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهَا مُنقَلَبٗا} (36)

{ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً } أي كائنة آتية ، وقوله : { وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا } إقسام منه على أنه ، إن رد إلى ربه ، على سبيل الفرض والتقدير ، كما يزعم صاحبه ، ليجدن في الآخرة خيرا من جنته في الدنيا ، تطمعا وتمنيا على الله ، وادعاء لكرامته عليه ومكانته عنده . وإنه ما أولاه الجنتين إلا لاستحقاقه واستئهاله . / وأن معه هذا الاستحقاق أينما توجه . كقوله : { إن لي عنده للحسنى } { لأوتين مالا وولدا } و { منقلبا } أي مرجعا وعاقبة . أفاده الزمخشري .

قال المهايمي : فكفر بالقول بقدم العالم ونفي حشر الأجساد واعتقد عكس الجزاء إذ قال : { لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا } والقول بقدم العالم ينفي اختيار الصانع وإرادته . وبإنكار حشر الأجساد ينفي قدرته على الإعادة . وبعكس الجزاء ينفي الحكمة الإلهية .