السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةٗ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهَا مُنقَلَبٗا} (36)

ثم زاد في الطغيان والبطر بقصر النظر على الحاضر فأنكر البعث بقوله : { وما أظنّ الساعة قائمة } ، أي : كائنة استلذاذاً بما هو فيه وإخلاداً إليه واعتماداً عليه وقوله : { ولئن رددت إلى ربي } المحسن إليّ في هذه الدار في الساعة إقسام منه على أنه إن ردّ إلى ربه على سبيل الفرض والتقدير وعلى ما يزعم صاحبه أنّ الساعة قائمة { لأجدنّ خيراً منها } ، أي : من هذه الجنة { منقلباً } ، أي : مرجعاً لأنه لم يعطني الجنة في الدنيا إلا ليعطيني في الآخرة أفضل منها قال ذلك طمعاً وتمنياً على الله وادعاء لكرامته عليه ومكانته عنده ، وأنه ما أولاه الجنتين إلا لاستحقاقه واستئهاله وأنّ معه هذا الاستحقاق أينما توجه كقوله : أنّ لي عنده الحسنى لأوتين مالاً وولداً .