فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةٗ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهَا مُنقَلَبٗا} (36)

{ وَمَا أَظُنُّ الساعة قَائِمَةً } أنكر البعث بعد إنكاره لفناء جنته . قال الزجاج : أخبر أخاه بكفره بفناء الدنيا وقيام الساعة { وَلَئِن رُدِدت إلى رَبّى لأجِدَنَّ خَيْراً منْهَا مُنْقَلَباً } اللام هي الموطئة للقسم ، والمعنى : أنه إن يردّ إلى ربه فرضاً وتقديراً كما زعم صاحبه ، واللام في { لأجِدَنَّ } جواب القسم ، والشرط أي : لأجدنّ يومئذٍ خيراً من هذه الجنة . في مصاحف مكة والمدينة والشام ( خيراً منهما ) وفي مصاحف أهل البصرة والكوفة { خيراً منها } على الإفراد ، و{ مُنْقَلَباً } منتصب على التمييز أي : مرجعاً وعاقبة ، قال هذا قياساً للغائب على الحاضر ، وأنه لما كان غنياً في الدنيا ، سيكون غنياً في الأخرى ، اغتراراً منه بما صار فيه من الغنى الذي هو استدراج له من الله .

/خ44