محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٞۖ وَلِنَجۡعَلَهُۥٓ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِ وَرَحۡمَةٗ مِّنَّاۚ وَكَانَ أَمۡرٗا مَّقۡضِيّٗا} (21)

{ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ( 21 ) } .

{ قَالَ } أي الملك { كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ } أي برهانا يستدلون به على كمال قدرة بارئهم وخالقهم الذي نوع خلقهم . فخلق أباهم آدم من غير ذكر ولا أنثى . وخلق حواء من ذكر بلا أنثى . وخلق بقية الذرية من ذكر وأنثى ، إلا عيسى فإنه أوجده من أنثى بلا ذكر . فتمت القسمة الرباعية الدالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه { وَرَحْمَةً مِّنَّا } أي عليك بهذه الكرامة ، وعلى قومك بالهداية والدعاء إلى عبادة الله وتوحيده ، فيهتدون بهديه ويسترشدون بإرشاده . وقوله : { وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا } من تتمة كلام جبريل لمريم . يخبرها أن هذا أمر مقدر في علم الله تعالى وقدرته ومشيئته . أو من خبره تعالى لنبيه صلوات الله عليه . وأنه كنى به عن النفخ في فرجها . كما قال تعالى : { ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا } وقال : { والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا } .

/خ36